قصة قصيرة
قصة ألأمس
الجزء ألأول
[b]جلس عصام علي أحد كراسي غرفة الاستقبال مسندا كوعيه الي ايدي الكرسي مشبكا اصابعه ومسندا اليها ذقنه وقد تلاطمت الذكريات وراحت تعصف به حتي انه لم يسمع صوت زوجته هناء وهي تنادي عليه ، عصام ...... عصام ..... حتي بدأت في صراخ شديد عصام ..عصام.. عصام ، هب عصام من ثباته وهو يلملم ذكرياته ، ، ماذا حدث يا هناء ؟
انه عصام !
اي عصام تقصدين أهو....!!!!
نعم نعم عصام ابننا
اين ؟ أين ؟ وراح يهرول بحثا عن ولده وفلذة كبده ، راح يتخبط الجدران والابواب متسائلا في لهفة أين ؟ أين ؟ أين؟؟؟؟؟
انه عصام زوج سلوي .............
هوي عصام من هول المفاجأة وأجهش في البكاء متمتما مستحيل ، مستحيل ، ولكن سلوي ............ سلوي هي أيضا ابنتي
مستحيل ثم خرج مسرعا محاولا اللحاق بأصدقائه وأقربائه لقد كانت الليلة ليلة زفاف عصام الابن علي سلوي الابنة وياللقدر
ذلك الذي فرق بين الاب والابن يجمعهما معا ولكن هذه المرة الابن زوجا لإبنة الاب أي انه زوجا لأخته ،
راح عصام الاب يسأل عن آخر من شاهد العروسين ثم بدأ يصرخ في الجميع ، امنعو اهذا الزفاف بأي شكل فإن العروسين أخا
وأختا ، صمت الجميع لحظات من هول المفاجأة ، ماذا تقول يا عصام ؟
نعم يا عماد تلك هي الحقيقة يا أخي ، كان عماد هو الطبيب الذي أعاد لعصام الابن نور عينيه بعد أن فقدهما في حادث سيارة
راح الجميع يبحث عن عصام وسلوي في كل مكان وذهب عصام الاب الي شقة العروسين ليكون في انتظارهما اذا جاءا اليها
اما هناء فقد مر من أمام عينيها شريط الذكريات واستعادت معه ............... قصة ألأمس
قصة ألأمس
الجزء الثاني
أهلا عصام كيف حالك ؟
بخير وأنت ؟
الحمد لله
وحشتيني جدا
عصام ! إحنا في الجامعة والطلبة عينهم علينا
بكرة يجمعنا بيت صغير نملأه حبا وسعادة
إن شاء الله
هشوفك بعد المحاضرة
طبعا وهل أستطيع أن امنع عيوني من رؤيتك
أما أنا فأراك بقلبي قبل عيناي وتحدثك روحي قبل شفتاي ولا يتوقف عقلي أبدا عن التفكير فيكي ليل نهار ، أنا منتظرك فلا تتأخري
إن شاء الله
كان الحب الذي جمع بين عصام وهناء قد أحاطهما حتى إنهما راحا ينجرفان كل تجاه الآخر مطلقين العنان لعاطفتهما الجياشة ، ولكن ..................!!!!!!!!!
دخل الشيطان بينهما وكأنه الموت ، ووسوس لهما الشيطان حتى وقعا فيما هو محظور .
ففي ساعة من النشوة أخطأا ونما في أحشاء هناء طفل نتيجة هذا الخطأ ، فلقد تسرعا ،،،
وأصبح عليهم ألآن محاولة تدارك هذا الخطأ ، وإخفاء ألأمر عن الجميع حتى يتسنى لعصام مفاتحة أهله بنية ألارتباط بمن يحب ....................
لا تخافي يا هناء ،، نطقها عصام بصدق وحب جارف
لم يتبقي سوي شهر واحد وتظهر نتيجة الامتحان وعندها أكون قد أصبحت مهندسا وأوفيت بعهدي لوالدي ووقتها سأفاتحه ونأتي لخطبتك ونتزوج سريعا فوالدي يعلم بما بيننا ومرحب به ولكنه اشترط أن انهي دراستي أولا وبعدها يتم زواجنا ،
هدأت الحبيبة وراحت تنتظر فهي تعلم أن عصام لا يخلف وعدا ، كما إنه ممتاز في تقديراته وتحصيله العلمي ، وهو من أوائل الكلية خلال ألأعوام السابقة ، ورسمت علي شفتيها ابتسامة ، ولكن ظل هناك شئ ما يخفق له قلبها ، شئ ربما هو الخوف من المستقبل ، أو ربما الندم علي خطئها أو ربما هو ......
...................... ناقوس الخطر ......................
خطر الخوف من علامات الحمل التي قد تفضح كل شئ ولكنها حاولت إخفاء كل الخوف حرصا علي ألا تعرف شقيقتها ألأمر ، فلقد شاء القدر أن تقوم شقيقتها بتحمل مسؤوليتها بعد وفاة والديها ، وكانت تقوم برعايتها علي أكمل وجه ، فكانت تعمل خياطة في بيتها وعلي الرغم من انهما كانتا تعيشان في أحد ألأحياء الشعبية إلا ان سامية لمهارتها وحسن تصميماتها أصبح لديها عدد لا بأس به من النساء اللاتي أصبحن دائمات التفصيل عندها وكانت سامية لا تدخر جهدا حتى توفر لأختها هناء كل ما تحتاج أثناء دراستها وكانتا تحبان بعضهما البعض حبا شديدا وعلي الرغم من ذلك أخفت هناء قصتها مع عصام عن سامية ، ولكن القدر كان قد خبأ لهما ما لم يكن في الحسبان ونجح عصام نجاحا باهرا حتى انه كان الأول علي دفعته ، وطارا الحبيبان من الفرحة لشعورهما بقرب تحقيق حلمهما بالزواج ، ووافق والد عصام علي الفور علي زواجهما ، ولكن كانت هناك مفاجأة ..................
راح والد عصام يخبره بأنه عليه السفر إلي أوربا غدا للانضمام لبعثة الجامعة المسافرة غدا
ولكن يا والدي علي إتمام زواجي من هناء قبل السفر
لا تقلق يا بني سوف اشرح لها الموقف وأجعلها تلحق بك هناك ،
كان هذا هو طوق النجاة بالنسبة لعصام الذي شدد علي والده أن يرسل له هناء في أقرب وقت ، ووعده الأب بذلك وفي اليوم التالي ذهبت هناء للقاء عصام ولكنها علمت بخبر سفره فوقعت مغشيا عليها وحملت الي منزلها وسط قلق أختها عليها التي أحضرت لها الطبيب للاطمئنان عليها ، وما أن اخبرها الطبيب بحقيقة كونها تحمل مولودا أتم الشهرين حتى أدركت حجم المشكلة التي تواجهها ، ماذا تقول للجيران ؟ كيف هذا ؟ كيف ستكون سمعتهما ؟
هل تخبريني يا هناء ما تخفينه عني ؟
وقصت عليها هناء كل شئ حتي سفر عصام ، فقالت لها سامية وهل تظني انه سوف يرتبط بك حقا ؟
ليس لنا خيار آخر ، لابد أن نترك بيتنا هذا ونرحل بعيدا الي مكان لا يعرفنا فيه أحد ووقتها نقول انك تزوجت وأن زوجك يعمل بالخارج ، حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا
استقر الأختين علي هذا الرأي وتركتا منزلهما وذهبتا لتعيشا في منطقة أخري ، وبعد عدة أيام ذهب والد عصام الي منزل هناء ليخبرها بما اتفق عليه مع عصام ولكنه لم يجدها فأخفي عن عصام ذلك حتي لا ينشغل عن دراسته وأخبره بأن هناء قد سافرت عند أفربائها وستعود بعد عدة أشهر ثم ما لبث أن أخبره الحقيقة فيما بعد وأنه سوف يواصل البحث عنها الي أن يجدها ويرسلها له مطمئنا بذلك ولده علي ما سيكون ،
أما هناء فقد وضعت مولودا أسمته عصام ، وراحت تفكر في مستقبل هذا الولد فقررت أن تتخلص من هذا المولود حتي يظهر أبوه ، فأخذت الطفل وتركته أمام أحد المبرات ، وتركت معه قلادة كانت ترتديها ، هذه القلادة كانت كنصف القمر وعليها صورة لعصام وكان مع عصام النصف ألآخر وبه صورة لهناء وكتبت رسالة ترجو فيها أن من يجد الطفل يلبسه القلادة دوما ويطلق عليه اسم عصام ،
وتلاحقت الأحداث ففي اليوم التالي مباشرة تقدم الي المبرة زوجان لا ينجبان وقررا أن يتبنا طفلا فقصت عليهم المديرة نبأ عصام وانه لم يأتي الي هنا إلا بالأمس فقررا أن يأخذاه ويقوموا بتربيته وتنفيذ وصية من تركته
أخذ الزوجان الطفل علي أن تتم باقي إجراءات التبني بعد أسبوع ،
واستيقظت القاهرة في اليوم التالي علي زلزال كبير أحاط بها وسقط خلاله الكثير من المنازل وراح ضحيته المئات من بينهم ... مديرة المبرة ، وكان هذا هو المنعطف الذي غير من ألأمور الكثير .
ذهبت سامية لإلقاء نظرة علي منزلهما القديم ووجدت الجيران يخبرونها بأن هناك شخصا يأتي كل يوم للسؤال عن أختها ويدعي أبو عصام ، ففرحت كثيرا وذهبت تخبر هناء بذلك ، فهمت هناء واتصلت بوالد عصام الذي أخبرها بما حدث وأن عصام ينتظر أن تذهب اليه في أسرع وقت، لم تصدق هناء نفسها وراحت تسأل عن ولدها في المبرة وقابلت المديرة الجديدة وأخبرتها بأنها لا تعلم شيئا عن هذا الطفل وأن من تبناه لم يأتي إلي هنا منذ وفاة المديرة السابقة ، أحست هناء بأنها قد فقدت ولدها إلي الأبد وتمنت أن يعود بها الزمن إلي الوراء فما كانت ستفعل ما فعلته بل أنها كانت ستحاول أن تغير في .................................. قصة ألأمس